welcome to Lovers FC-barcelona
I am a Muslim person welcome all visitors

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

welcome to Lovers FC-barcelona
I am a Muslim person welcome all visitors
welcome to Lovers FC-barcelona
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الله

أسماء الله الحسنى

((الرحمن))      ((الرحيم))      ((الملك))      ((القدوس))      ((السلام))      ((المؤمن))      ((المهيمن))      ((العزيز))      ((الجبار))      ((المتكبر))      ((الخالق))      ((البارى))      ((المصور))      (( الغفار))      (( القهار))      ((الوهاب))      ((الرزاق))      ((الفتاح))      ((العليم))      ((القابض))      ((الباسط))      ((الخافض))      ((الرافع))      ((المعز))      ((المزل))      ((السميع))      ((البصير))      ((الحكم))      ((العدل))      ((اللطيف))      ((الخبير))      ((الحليم))      ((العظيم))      ((الغفور))      ((الشكور))      ((العلى))      ((الكبير))      ((الحفيظ))      ((المقيت))      ((الحسيب))      ((الجليل))      ((الكريم))      ((الرقيب))      ((المجيب))      ((الواسع))      ((الحكيم))      ((الودود))      ((المجيد))      ((الباعث))      ((الشهيد))      ((الحق))      ((الوكيل))      ((القوى))      ((المتين))      ((الولى))      ((الحميد))      ((المحصى))      ((المبدى))      (( المعيد))      ((المحى))      (( المميت))      ((الحى))      ((القيوم))      ((الواجد))      ((الماجد))      ((الواحد))      ((الصمد))      ((القادر))      ((المقتدر))      ((المقدم))      ((المؤخر))      ((الاول))      ((الاخر))      ((الظاهر))      ((الباطن))      ((الوالى))      ((المتعال))      ((البر))      ((التواب))      ((المنتقم))      ((العفو))      ((الرؤؤف))      ((مالك الملك))      ((ذو الجلال والاكرام))      ((المقسط))      ((الجامع))      ((الغنى))      ((المانع))      ((الضار))      ((النافع))      ((النور))      ((النور))      ((الهادي))      ((البديع))      ((الباقى))      ((الوارث))      (( الرشيد))      ((الصبور))
الله

أسماء الله الحسنى

((الرحمن))      ((الرحيم))      ((الملك))      ((القدوس))      ((السلام))      ((المؤمن))      ((المهيمن))      ((العزيز))      ((الجبار))      ((المتكبر))      ((الخالق))      ((البارى))      ((المصور))      (( الغفار))      (( القهار))      ((الوهاب))      ((الرزاق))      ((الفتاح))      ((العليم))      ((القابض))      ((الباسط))      ((الخافض))      ((الرافع))      ((المعز))      ((المزل))      ((السميع))      ((البصير))      ((الحكم))      ((العدل))      ((اللطيف))      ((الخبير))      ((الحليم))      ((العظيم))      ((الغفور))      ((الشكور))      ((العلى))      ((الكبير))      ((الحفيظ))      ((المقيت))      ((الحسيب))      ((الجليل))      ((الكريم))      ((الرقيب))      ((المجيب))      ((الواسع))      ((الحكيم))      ((الودود))      ((المجيد))      ((الباعث))      ((الشهيد))      ((الحق))      ((الوكيل))      ((القوى))      ((المتين))      ((الولى))      ((الحميد))      ((المحصى))      ((المبدى))      (( المعيد))      ((المحى))      (( المميت))      ((الحى))      ((القيوم))      ((الواجد))      ((الماجد))      ((الواحد))      ((الصمد))      ((القادر))      ((المقتدر))      ((المقدم))      ((المؤخر))      ((الاول))      ((الاخر))      ((الظاهر))      ((الباطن))      ((الوالى))      ((المتعال))      ((البر))      ((التواب))      ((المنتقم))      ((العفو))      ((الرؤؤف))      ((مالك الملك))      ((ذو الجلال والاكرام))      ((المقسط))      ((الجامع))      ((الغنى))      ((المانع))      ((الضار))      ((النافع))      ((النور))      ((النور))      ((الهادي))      ((البديع))      ((الباقى))      ((الوارث))      (( الرشيد))      ((الصبور))

المعجزة في القرآن

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

المعجزة في القرآن Empty المعجزة في القرآن

مُساهمة  الجنه هدفي الأحد مايو 23, 2010 11:07 am

المعجزة: فهي مشتقة من الفعل: ( أعجز ).
نقول: أعجزني هذا الشيء، أي: صيرني عاجزاً، بمعنى: أنه فاق قدرتي، ولم أستطع القيام به.
ومن هنا عرف العلماء المعجزة بأنها: أمر يجريه الله على يد نبيّ من أنبيائه عليهم السلام، يفوق قدرة البشر، ويتحدى به النبي قومه فلا يستطيعون مجتمعين أو متفرقين أن يأتوا بشيء يماثله، والحكمة في ذلك: أن ادّعاء النبوّة وما يلزمه من الاتصال بالملإ الأعلى، وتلقى خبر السّماء، لا تسلم به العقول دون دليل حاسم يثبته، ولهذا جرت سنة الله تعالى أن يظهر على يد كل نبيّ أمراً معجزاً يكون دليلاً على صدق دعواه، حتى يتبيّن الحقّ من الباطل، وتنقطع حجّة المعارضين.

ووجه دلالة المعجزة على صدق النبي، أنّ العقل يدرك أن الكون يسير على سنن مطردة، وأن هناك ارتباط لا يتخلف بين الأسباب ومسبباتها العادية، فالنار تحرق، والولد يولد من أب وأمّ، إلى غير ذلك من الرّبط بين الأسباب ومسبّباتها، فإذا تخلفت الأسباب عن مسبباتها، فولد ولد من غير أب كعيسى عليه السّلام، أو أصبحت النار لا تحرق، بل تكون برداً وسلاماً، كما حدث لإبراهيم عليه السلام، أو تحرك الجامد كما حدث لعصى موسى، إذ انقلبت حية تلقف ما يأفكون.... إذا حدث هذا حكم العقل بأن الذي فعل ذلك لا بد أن يكون فوق الأسباب ومسبباتها، وأنه يفعل ما يشاء ويختار، وأن الذي خرق العادات لا بد أن يكون هو خالقها وموجدها، وأن خرق العادات لا بد أن يكون مقصوداً، فإذا علمت الغاية، وبينت المقاصد تبين صدق ما يدعيه النبي.

وكي تكون المعجزة قاطعة لكل حجة، كانت دائماً من جنس ما يحسنه قوم النبي وينبغون فيه، إذ تكون بهذا أقوى دلالة على صدق النبي في دعواه.

وعلى هذه القاعدة المطردة، جاءت معجزة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قرآناً يتلى، لأنّ البيان كان مناط فخر العربي، وموئل تطاولهم واعتزازهم.

غير أنّ النظرة الدقيقة تعطي معجزة نبينا صلى الله عليه وسلم أبعاداً أخرى، تتناسب مع طبيعة رسالته الخاتمة.

ذلك أن معجزات الأنبياء السابقين، كانت مادية ملموسة ينتهي أثرها بمجرد إعلان تعاليمها، ولا تلزم إلا من اطلع عليها أو صدق من أخبره بها، لأن ذلك هو المناسب لطبيعة هذه الرسالات السابقة على الرسالة الإسلامية.

فقد كانت كل رسالة خاصة بقوم النبي الذين بعث إليهم كما أنها رسالات مؤقتة بزمن معين، لا يمضي وقت حتى يصطفي الله نبياً جديداً، يحدد ما اندرس من الشريعة السابقة، أو يضيف إليها ويوسع في آفاقها، حسبما يقتضيه تطور البشرية.

أما رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فلها طبيعة أخرى، إذ هي خاتمة الرسالات جميعاً، وهي الحلقة الأخيرة في سلسلة النبوات الطاهرة، كما أنها عامة للبشر جميعاً، وصدق الله العظيم حيث يقول:  وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ، وحيث يقول سبحانه: (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين)[سورة الأحزاب:40].

ومن هنا كان لا بد أن تكون معجزته شيئاً باقياً ثابتاً أبد الدهر، لتكون حجة الله القائمة على خلقه في كل زمان ومكان.

ولتظل الدعوة محروسة بمعجزتها، مقرونة بدليل صدقها إلى قيام الساعة، فكانت المعجزة المحمدية قرآناً يتلى، ويتعهد الله بحفظه وصيانته من أن يبدل أو يحرف « إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ».

ولقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك، فيما يروى عنه أنه قال: ( ما من نبي إلا أوتي ما على مثله آمن البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحياً أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة ) متفق عليه.

والعجيب: أن العرب ظلوا يطالبون الرّسول عليه الصّلاة والسلام بمعجزات مادية، من جنس معجزات الأنبياء السابقين، ويحكي القرآن الكريم عنهم ذلك: « وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأرْضِ يَنْبُوعاً (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلا بَشَراً رَسُولاً (93) » [سورة الإسراء].

ولكن الله تعالى بيّن لهم أنهم إذا كانوا صادقين حقاً، وأنهم سيستجيبون للمعجزات، فإن القرآن أكبرها جميعاً وأعلى شأناً مما يطلبون « وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الآيات عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51) » [سورة العنكبوت].

هذا، وقضية الإعجاز القرآني من أولى القضايا التي اتجه العلماء إلى دراستها، وبذلوا جهوداً هائلة في تحقيقها، والكشف عن أدلتها، وتتبع أوجهها، إذ هي الأساس الذي يقوم عليه البناء الإيماني للمسلم، فالذي يطمئن عقله وقلبه، ويصل إلى اليقين بأن القرآن الكريم معجز للبشر وأنه من المستحيل أن يتمكن البشر مجتمعين أو متفرقين أن يأتوا بمثله.

أقول: إن الإنسان الذي يصل يقينه إلى هذا الحد، ليس أمامه إلا أن يسلم بأنّ القرآن الكريم من عند الله وما دام القرآن من عند الله فكلّ ما تضمنه حقّ خالص، لا سبيل لباطل إليه، ويكون ذلك موجباً للإيمان بما فيه، والانقياد لتعاليمه، والسّير على هداه.

ولنبدأ بالقضية في مراحلها الأولى، منذ بدء الدعوة، فلا خلاف في أنّ للعرب الذين نزل فيهم القرآن الكريم قدم راسخة في البيان والبلاغة، وقدرة فائقة في تذوّق الكلام والتمييز بين جيّده ورديئه، فقد امتازوا من بين معاصريهم من الأمم بالنزوع إلى الكلام الطيّب، وأقاموا الأسواق الأدبيّة، يعرض فيها كل بليغ ما تجود به قريحته من شعر أو خطبة أو حكمة، كانوا يتبارون في التجويد، ويحتكمون إلى نقاد شهدوا لهم بالقدرة على النقد والتمييز بين الكلام، فيقدّم هذا ويؤخر ذلك تبعاً لما تضمّنه كلام كلّ منهم من بلاغة وقوّة.

ومما تجدر الإشارة إليه في هذا المقام، أنه قد حدثت قبل البعثة المحمدية أحداث كانت توطئة وتمهيداً لما سيحدث بعد البعثة من تحد للعرب جميعاً ببلاغة القرآن وإعجازه، فوجود الكعبة المشرفة في مكة وتوافد العرب من أنحاء الجزيرة العربية عليها في مواسم الحج، ووقوعها أيضاً في منتصف الطريق بين اليمن جنوباً والشام شمالاً، وهي طريق ممهدة مسلوكة لقوافل التجارة، هذا الوضع الفريد أحدث تقارباً بين اللهجات العربية، وجعل لهجة قريش هي السائدة بين العرب، ففي مكة تختلط القبائل وتتلاقح اللهجات العربية وتتقارب، وتصفي مما بها من وعورة وغرابة، فتتماذج لتصبح لهجة سائدة يتكلمها الجميع، ويبدعون بها آثارهم الأدبية، وقد أدى ذلك كله إلى أن يصبح العرب جميعاً في ربوع الجزيرة العربية، وأنحائها مؤهلين لتذوق بلاغة الكلام في راقي مدارجه.

وفي هؤلاء القوم الذين يعتزون بالبيان، ويتناقلون شوارده ودرره، وتهنأ القبيلة بالشاعر ينبغ بين أبنائها، لأنه سيكون الصوت المدافع عنها، والمذيع لمفاخرها.
في هؤلاء القوم نزول القرآن الكريم، وتلا عليهم المصطفى صلى الله عليه وسلم ما يتلقاه من ربه، وتتابعت نجوم القرآن الكريم على قلب رسول الله، وعلى الفور أدرك العرب أنهم أمام شيء لا عهد لهم به، وأنّ ما يسمعونه إنما هو كلام معجز لا يستطيعه بشر.

وقد أتضح هذا بجلاء فيما رواه التاريخ الصحيح عنهم، سواء في ذلك ما صدر عن بعضهم من أقوال، أو ما ثبت من أحوال حين تحداهم القرآن الكريم أن يأتوا بمثله أو بشيء من مثله.

أما عن أقوالهم فمن ذلك: حديث الوليد بن المغيرة حين أتى قريشاً فقال: إن الناس يجتمعون غداً بالموسم، وقد فشا أمر هذا الرجل ـ يعني: النبي صلى الله عليه وسلم ـ فهم سائلوكم عنه فبماذا تردون عليهم؟ فأخذوا يتدارسون الأمر فقالوا: نقول: مجنون يحنق ـ أي: يشتدّ غضبه فلا يدري ما يقول. فقال الوليد: يأتونه فيكلمونه، فيجدونه صحيحاً فصيحاً عادلاً، فيكذبوكم. فقالوا: نقول هو شاعر: قال الوليد: هم العرب، وقد رووا الشعر، وفهم الشعراء، وقوله ليس يشبه الشعر فيكذبونكم. قالوا: نقول كاهن، قال: إنهم لقوا الكهان، فإذا سمعوا قوله لم يجدوه يشبه الكهنة، فيكذبونكم. ثم انصرف إلى منزله. فقالوا: صبأ الوليد ـ يعنون أسلم ـ ولئن صبأ لا يبقى أحد إلا صبأ. ثم بعثوا إليه ابن أخيه أبا جهل بن هشام ابن المغيرة، ليساومه حتى يرجع عمّا يراه في محمّد، فعاد إلى قريش فقال: تزعمون أني صبأت، ولعمري ما صبأت، إنكم قلتم: محمد مجنون، وقد ولد بين أظهركم، لم يغب عنكم ليلة ولا يوماً، فهل رأيتموه يحنق قط، فكيف يكون مجنوناً ولا يحنق قط؟ وقلتم: شاعر، أنتم شعراء، فما منكم أحد يقول ما يقول، وقلتم كاهن، فهل حدثكم محمد في شيء يكون في غد إلا أن يقول إن شاء الله قالوا فكيف نقول يا أبا المغيرة؟ قال: أقول: ساحر يفرّق بين الرّجل وامرأته، والرّجل وأخيه، فنزل فيه قوله تعالى: « إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) » [سورة المدثر]، والقصة غنية عن أي تعليق فهي تفصح بكل جلاء عن حيرة صناديد قريش وقادتها ورجال الرّأي فيها، في قرآن محمد، الذي لا عهد لهم بمثله.

وممّا وعاه التاريخ أيضاً، أنّ الوليد عقبة سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ قوله تعالى: « إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ» [سورة النحل] فقال له: أعد، فأعاد. فقال الوليد ـ والله إنّ له لحلاوة وإنّ عليه لطلاوة، وإنّ أسفله لمغدق وإنّ أعلاه لمثمر، وما هو بقول بشر.

ومن أحوالهم الدّالة على تأثير القرآن فيهم، أنه ربّما وصلت آيات منه إلى مسمع أشدّهم عداوة للإسلام
فإذا به يتحوّل إلى إنسان جديد، ويلقى وراء ظهره كلّ ما كان يكنه من عداوة وبغض للإسلام ونبيه، ويتقدّم مبايعاً موقناً أن هذه الكلمات ليست من قول بشر. حدث هذا لعمر بن الخطاب إذ خرج ذات مساء متوشحاً سيفه يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورهطاً من أصحابه في بيت عند الصفا، سمع أنهم مجتمعون فيه.

فقابله أحد أصحابه وعرف مقصده فقال له: غرّتك نفسك يا عمر، أفلا رجعت إلى أهل بيتك فتقيّم أمرهم، فسأله عمر وقد رابه ما سمع: أي أهل بيتي تعني؟ فأخبره أنّ صهره (وابن عمه) سعيد بن زيد قد أسلم، وكذلك أسلمت زوجته أخت عمر فاطمة بنت الخطاب. فذهب إليها عمر مغيظاً محنقاً.

وهنا سمع خبابا يتلو عليهما القرآن، فاقتحم الباب وبطش بصهره وبأخته فاطمة ثم أخذ الصحيفة التي لمح أخته تخفيها عند دخوله فلمّا قرأ صدراً منها من سورة طه قال: ما أحسن هذه الكلام وأكرمه، ثم ذهب من فوره إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأعلن إسلامه فكبّر النبي تكبيرة عرف أهل البيت من أصحابه أنّ عمر قد أسلم، وأعزّ الله به الإسلام.

وعندما رأى المشركون تأثير القرآن فيمن يستمع إليه، كان طريقهم لمقاومته، هو الحيلولة بمختلف الوسائل بين القرآن والناس، مهما كلفهم ذلك من تضحية، فتواصوا بعدم سماعه، وكانوا يلاقون القبائل الواردة إلى مكة في المواسم، يحذرونهم منه، ويحكي القرآن الكريم ذلك عنهم في قوله تعالى « وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون».
وما ذلك إلا لأنهم أدركوا تأثير هذا القرآن فيهم وفي أتباعهم، وهم يرون هؤلاء الأتباع كأنهم يسحرون بين عشية وضحاها بالآيات يسمعون إليها، فتنقاد إليها النفوس، وتهوي إليها الأفئدة.

ثم جاء دور التحدي، ليحسم الأمر، ويقطع عليهم كل سبيل، فقد تحداهم القرآن الكريم، وكرر عليهم التحدي في صور متعددة فدعاهم أوّل مرّة أن يأتوا بمثله، فلمّا عجزوا تنزل معهم إلى الأخف فالأخف فدعاهم أن يأتوا بعشر سور مثله فلمّا عجزوا تنزل معهم في التحدي إلى أبعد مدى يمكن أن يصل إليه التنزيل، فاكتفى منهم بأن يأتوا بسورة واحدة منه، دون تحديد السورة، طالت أم قصرت، وذلك في قوله تعالى في سورة البقرة، وهي آخر آيات التحدي، إذ نزلت في العهد المدني:« وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ» [سورة البقرة].
وكانت هذه الآية الكريمة قمّة التحدّي، بما تضمنته من إثارة واستفزاز لهم، كي يدفعوا عن أنفسهم هذا العجز، إن كانت بهم قدرة على ذلك، قد أباح لهم أن يستعينوا بمن شاؤوا إن كانوا صادقين، ثم بالغ في إثارتهم واستفزازهم حتى يثبت أنّ قدرتهم على المعارضة منفية تماماً، فلن تقع ولن تكون فقال لهم: « ولن تفعلوا » أي: إنّ هذا فوق قدرتكم، وفوق الحيلة، وفوق الاستعانة، ثمّ جعلهم وقوداً، ثم قرنهم بالأحجار، ثم سماهم كافرين، وليس بعد ذلك مدى يذهب إليه في الإثارة والاستفزاز، فلو كان بهم طاقة لدفعوا عن أنفسهم هذا الهوان، ولعارضوا القرآن حتى يبطلوا دعواه.

إنّ طبيعة الأشياء تقتضي ألا ّيسلـّم الإنسان لخصمه بالفضل، وهو يجد سبيلاً إلى دفعه ولا يرضى إنسان لنفسه أن يوصم بالعجز وهو قادر على قهر أعدائه، فكيف يجوز أن يقوم من يدّعي النبوّة في قوم من صميم العرب، أهل اللسن والفصاحة، فيخبرهم أنه رسول الله تعالى إلى الخلق كافة، وأنه يبشر بالجنة، وينذر بالنار، ثم يسفه أحلامهم، ويسلب آلهتهم كلّ قيمة، ثمّ يقول: حجتي أن الله تعالى قد أنزل علي كتاباً عربياً مبيناً، تعرفون ألفاظه، وتفهمون معانيه، ألا إنكم لا تقدرون على أن تأتوا بمثله، ولا بعشر سور منه، ولا بسورة واحدة حتى وإن استعنتم بمن شئتم من الجن والإنس، كيف يصنع معهم ذلك، ثم لا تدعوهم أنفسهم إلى معارضته ليبينوا خطأ دعواه، ألا يكون ذلك عجزاً منهم، واعترافاً بأن ذلك فوق قدرتهم.

ولو أنّ العرب قد تركوه وشأنه، لقلنا إنهم قد تجاهلوه استخفافاً بأمره، ولكنهم قد بلغ بهم الغيظ من مقالته حدّاً تركوا معه أحلامهم الرّاجحة، وواجهوه بكل قبيح، ولقوه بكل أذى ومكروه ووقفوا له بكل طريق، ودارت بينهم وبينه المعارك الطـّاحنة، التي قتل فيها صناديدهم، ونال منهم ونالوا منه.

فهل يعقل أن يتركوا إبطال حجته، وهي لا تكلفهم أكثر من معارضة ما جاء به بكلام من مثله، ثم يلجأون إلى مواجهته بأمور تأباها الحكمة، ويدعو إليها السفه، ولا يقدم عليها إلا من أعوزته الحيلة وعز عليه المخلص، وأيقن أنه لا سبيل له إلى ما يرمي إليه.

وهكذا حسم الأمر وأصبح الإعجاز القرآني حقيقة تاريخية لا جدال حولها ولا شبهة فيها، واستمر الحال على هذا طوال القرن الأول والثاني الهجريين، حتى إذا جاء القرن الثالث الهجري وحمل معه دعاوى وشبهات أثارها الحاقدون، الذين سبقوا إلى الإسلام بحكم الغلبة، ونفوسهم تنطوي على حقد دفين، ينتهز فرصة مواتية ليتنفس عن أحقاده وبغضه، وتبدأ مرحلة جديدة في تاريخ قضية الإعجاز القرآني.

هذه المرحلة الجديدة يمكن أن نطلق عليها ( مرحلة الدّفاع عن الإعجاز القرآني )، وقد تمثل ذلك في الرّدّ على ما أثاره المشككون من شبهات، إضافة إلى بحوث علمية دقيقة تبرز السّمات الموضوعيّة التي بيّن بها الأسلوب القرآني وتصل ببلاغته إلى حد الإعجاز
الجنه هدفي
الجنه هدفي

عدد المساهمات : 26
نقاط : 52
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 16/05/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المعجزة في القرآن Empty أنـــــــــــا عــــاجـــــز عن الشكر

مُساهمة  abdo الجمعة أغسطس 13, 2010 4:15 pm

بارك الله فيكي يا اختااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه تسلمي [img]المعجزة في القرآن Ea008f10[/img]

abdo
Admin

عدد المساهمات : 28
نقاط : 65
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/03/2010

https://belovedfriends.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى